شهد القرن المنصرم تناميا للمد القومي بعد انهيار الخلافة الاسلامية ، وروج لهذا التيار حتى ظن البعض ان الخلاص انما يكمن فيه . وشهد القرن المنصرم انحسارا للفضيلة واتساعا لرقعة الرذيلة حتى غدى الالحاد علامة الرقي والتحضر ، واستوردت افكار بريقها لامع ظن المتخندقون في خندق الرذيلة أنها ستجلب التمدن لامة عاشت في غياهب الجهل قرونا ، فدعا طه حسين الى السير في ركاب الحضارة الغربية بعجرها وبجرها ، وتقيم هدى شعراوي محاضرة ومن فوق المنصة تخلع حجابها وتضعه تحت قدميها قائلة " الآن انتهى عصر التخلف " وماجت الامة وهاجت في اتون الجهل والخرافة . وقضمت أراضي المسلمين لقمة سائغة بأييد المستعمرين فأصبحت الامة قصعة من الثريد على موائد اللئام . ويزعم دعاة القومية انهم سينزعون عن الامة رداء الذل والمهانة ويلبسونها رداء العز والكرامة من جديد وما علموا انهم يصنعون للامة انتصارات على طواحين الهواء
بقلم هاني الشيحان الخوالدة
