يا شاطئ البحر بحر الدمِّ يكفينا
جئناك فارحم وخفِّف من مآسينا
يا شاطئ البحر ما جئناك عن عبثٍ
جئناك من بعد ما ضاقت أراضينا
ضاقت بنا الأرض أرض العُرْبِ واستعرتْ
نار الطغاة وشبَّت في نوادينا
يا شاطئ البحر لو تدري بقصَّتنا
مع الطُّغاة وكيف استأسدوا فينا
قالوا السلاح لـ" إسرائيل" نجمعه
وإذ به في صميم القلب يكوينا
قد جرَّعونا كؤوس الويل مُترعةً
وصيّروا الماء زقّوماً وغسلينا
بل أفسدوا الحبَّ بين الشعب في وضحٍ
مِن النهار وكان الحبُّ حادينا
يا شاطئ البحر لو عاينت قصتنا
لما رأيت سوى بؤسٍ يُعنّينا
سلِ البراميل عنا إذ تصَبِّحُنا
عند الصباح وفي ليلٍ تُمسّينا
سلِ السجون وسل عنَّا زنازنها
أو شئت فاسأل سياط القهر تصلينا
وبعد نــــــارٍ وبـــارودٍ وأدخنـــةٍ
ما عادتِ الأرض زيتوناً ولا تينا
والأرض تلعن من بالظلم أفسدها
من ظلَّ دهراً بصدر الشعب سكينا
يا شاطئ البحر هذي بعض قصتنا
فاعبر بنا نحو أقطارٍ تواسينا
دعني هناك وهنئْ مُقلتيَّ إذا
صافحتُ "باريس" أو عانقتُ "برلينا"
شاهد المزيد