هذا العنوان عبارة عن مثل من أمثال العرب ، وهو
يضرب حين يكون الصمت أبلغ من الكلام ، وحين لا يَحْسن ُ الكلام ، وهذا يعني
ببساطة شديدة أن الصمت فضيلة في كثير من المواقف ، وقد يكون الصمت أبلغ من
الكلام ، فبعض الكلام مفسدة ، ورسالة الصمت أبلغ أثراً من رسالة الكلام
التي قد يكون فيها الفتنة ، وقد يكون فيها الضرر وسوء الفهم ، ولهذا قيل :
إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب .
وقد يقول قائل : ما مناسبة الاستشهاد بهذا المثل ؟ وحقيقة الأمر أن هذا المثل يمثل حالة من حالات الرفض لما يجري من حولنا ، فغالب كلام الناس لا يصب في جمع كلمة الصف العربي المشتت ، ولا يصب في جمع كلمة الصف الداخلي لمجتمعنا ، فمن يطالع الأخبار وكيفية صياغتها يدرك حجم الضرر الكبير الذي تحدثه كلمات المتكلمين في زيادة حالة الضياع والتشتت والتيه الذي نعيشه ، ومن يتابع ما يكتب ، وما ينشر ، وما يقال ، وما يحلل من تصريحات هنا وهناك ، تجعل المرء يقول بلسان حاله ومقاله : ليتهم سكتوا ، فرب كلمة تقول لصاحبها دعني ، ورب كلمة أورثت عداوة يصعب تلافيها .
ومما يدعو إلى هذا المثل أن الكذب قد ساد في حياتنا بصورة فجة ، وكثير مما يقال في زمن الزحام الإعلامي ، وفي زمن الفوضى الإعلامية هو من قبيل الكذب والتضليل ،بل إن بعض وسائل الإعلام تقتات على فبركة الأخبار ونشرها بصورة الإثارة ، ويترتب عليها المساهمة في هدم منظومة المجتمع والقيم ، والعقلاء من الناس من يجتنبون تصديق من عرف عنهم التشويه والإثارة ، فالمجرب لا يجرب كما يقولون .
ويضاف إلى فوائد الصمت ومحامده أن عاقبة الصمت محمودة ، وعاقبة غالب الكلام مذمومة ، فهو من باب اللغو وقد قيل : إذا تكلمت بالكلمة ملكتك ، وإذا لم تتكلم بها ملكتها ، فالكلمة إذا خرجت يستحيل أن تعود ، واختيار الوقت المناسب للكلام علامة على رجاحة العقل وكماله ، وكلام الإنسان في كل المواقف علامة نقصان عقله .
ونحن نرى في حياتنا من يتصدر المجالس ومنابر القول والرأي ، ويتحدث في كل قضايا الشأن العام دون إدراك مخاطر ذلك ، وبعضهم يتقن فن المدح ومعسول الكلام ، ومثل هؤلاء يقال لهم : من يقول فيك من الخير ما ليس فيك ، فلا تأمنن أن يقول فيك من الشر ما ليس فيك .
ومن فضيلة الصمت في حياتنا العربية البعد عن جعجعة القول وسفاسفه ، فنحن نسمع جعجعة ولا نرى طحنا ، فالكلام كثير والفعل قليل ، وآفة الحديث الكذب ، ولا آمان لمن لا يصدق في حديثه ، كما أن آفة الرأي الهوى ، وقد استفحل الهوى بصورة تبعث على الأسى .
ومن دواعي الدعوة إلى الصمت أن الشكوى حيال كثرة مآسينا ومواجعنا لم تعد تجدي نفعا ، ويناسبها قول الشاعر :
لا تشتكي للناس جرحاً أنت صاحبه فالجـــرح لا يؤلم إلا مـــــــن بــه ألــــــم
وخلاصة القول في هذه المقالة أن توظيف الكلمة ينبغي أن يكون في الدعوة إلى الخير ، وأن يكون الكلام على قدر الحاجة ، وإن لم يكن كذلك فالصمت أحمدُ
وقد يقول قائل : ما مناسبة الاستشهاد بهذا المثل ؟ وحقيقة الأمر أن هذا المثل يمثل حالة من حالات الرفض لما يجري من حولنا ، فغالب كلام الناس لا يصب في جمع كلمة الصف العربي المشتت ، ولا يصب في جمع كلمة الصف الداخلي لمجتمعنا ، فمن يطالع الأخبار وكيفية صياغتها يدرك حجم الضرر الكبير الذي تحدثه كلمات المتكلمين في زيادة حالة الضياع والتشتت والتيه الذي نعيشه ، ومن يتابع ما يكتب ، وما ينشر ، وما يقال ، وما يحلل من تصريحات هنا وهناك ، تجعل المرء يقول بلسان حاله ومقاله : ليتهم سكتوا ، فرب كلمة تقول لصاحبها دعني ، ورب كلمة أورثت عداوة يصعب تلافيها .
ومما يدعو إلى هذا المثل أن الكذب قد ساد في حياتنا بصورة فجة ، وكثير مما يقال في زمن الزحام الإعلامي ، وفي زمن الفوضى الإعلامية هو من قبيل الكذب والتضليل ،بل إن بعض وسائل الإعلام تقتات على فبركة الأخبار ونشرها بصورة الإثارة ، ويترتب عليها المساهمة في هدم منظومة المجتمع والقيم ، والعقلاء من الناس من يجتنبون تصديق من عرف عنهم التشويه والإثارة ، فالمجرب لا يجرب كما يقولون .
ويضاف إلى فوائد الصمت ومحامده أن عاقبة الصمت محمودة ، وعاقبة غالب الكلام مذمومة ، فهو من باب اللغو وقد قيل : إذا تكلمت بالكلمة ملكتك ، وإذا لم تتكلم بها ملكتها ، فالكلمة إذا خرجت يستحيل أن تعود ، واختيار الوقت المناسب للكلام علامة على رجاحة العقل وكماله ، وكلام الإنسان في كل المواقف علامة نقصان عقله .
ونحن نرى في حياتنا من يتصدر المجالس ومنابر القول والرأي ، ويتحدث في كل قضايا الشأن العام دون إدراك مخاطر ذلك ، وبعضهم يتقن فن المدح ومعسول الكلام ، ومثل هؤلاء يقال لهم : من يقول فيك من الخير ما ليس فيك ، فلا تأمنن أن يقول فيك من الشر ما ليس فيك .
ومن فضيلة الصمت في حياتنا العربية البعد عن جعجعة القول وسفاسفه ، فنحن نسمع جعجعة ولا نرى طحنا ، فالكلام كثير والفعل قليل ، وآفة الحديث الكذب ، ولا آمان لمن لا يصدق في حديثه ، كما أن آفة الرأي الهوى ، وقد استفحل الهوى بصورة تبعث على الأسى .
ومن دواعي الدعوة إلى الصمت أن الشكوى حيال كثرة مآسينا ومواجعنا لم تعد تجدي نفعا ، ويناسبها قول الشاعر :
لا تشتكي للناس جرحاً أنت صاحبه فالجـــرح لا يؤلم إلا مـــــــن بــه ألــــــم
وخلاصة القول في هذه المقالة أن توظيف الكلمة ينبغي أن يكون في الدعوة إلى الخير ، وأن يكون الكلام على قدر الحاجة ، وإن لم يكن كذلك فالصمت أحمدُ
شاهد المزيد