بلعما نيوز - قال نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات إنه سيتم إنشاء اكاديمية لتدريب المعلمين، بالتشاركية التامة مع أكاديمية الملكة رانيا لتدريبهم قبل مزاولة المهنة.
وأضاف خلال محاضرة في جامعة اليرموك بعنوان "إعداد وتأهيل المعلم الأردني" أن البدء بالأكاديمية سيكون خلال الأشهر القليلة المقبلة، ليستغرق تدريب من يقع عليه الاختيار، 9 أشهر كاملة، قبل مزاولته التدريس وإدخاله الغرفة الصفية.
وقال إن عدد المعلمين الذي خضعوا لبرامج تدريبية وصل لنحو 57 ألف معلم وموظف، مؤكدا أن التدريب حاز الاهتمام الذي يستحقه.
وأكد الدكتور الذنيبات أن الوزارة أرست العديد من الإجراءات التي تسهم في تعزيز المؤسسية والمساءلة في العملية التربوية، مشيراً إلى أن الوزارة استحدثت وحدة خاصة بالمساءلة والمتابعة للعمل التربوي.
وحول تعامل الوزارة مع أساليب الغش المتنوعة في الثانوية العامة، قال الذنيبات إن المجتمعات لا تدار بالعواطف، وإنما بالحكمة والحنكة والجرأة، معتبرا أن هذه الكلمات الثلاث تمثل شعارا للوزارة.
وحول قضية المناهج، قال الوزير إنه تم تشكيل لجان على أسس تنافسية، معلنين للمدارس والمشرفين والمعلمين المتميزين، والذين تم انتقاؤهم من ضمن قائمة تم تطويرها ثم من الأكثر كفاءة، بالإضافة إلى المقابلات من قبل اللجان المعنية، وعلى رأسها لجنة الإشراف التي يرأسها شخصية معروفة.
وفيما يخص المسارات التعليمية، أشار الذنيبات إلى أنه تم إعادة النظر في المسارات التعليمية وتم إلغاء مسار "آي تي" ، وحل محله تخصص مال وأعمال الذي من شأنه تمكين الطالب بعد إنهاء المرحلة الثانوية العمل كمحاسب في أي قطاع استنادا لمعرفته بمبادئ التسويق والمحاسبة.
وقال إن الوزارة تتجه لحوسبة المناهج بحيث يستطيع الطالب تعويض ما فاته من مواد علمية في الرياضيات والكيمياء والفيزياء، ودروس عبر النظام المحوسب.
وحول التعليم المهني، أكد الذنيبات توجه الوزارة حاليا نحو هيكلة التعليم المهني بالكامل، معربا عن شكره بتجاوب التعليم العالي مع هذا الموضوع.
وأكد الذنيبات، أن الوزارة ستقوم بإعادة هيكلة التخصصات المهنية بما يتواءم مع حاجات سوق العمل وبرامج التعليم العالي.
وقال إنه تم بناء ما يقرب 5000 غرفة صفية وبعطاءات خلال السنتين الاخيرتين بقيمة 429 مليون دينار تقريبا، مشيرا إلى أن الوزارة تسلمت جزءا منها، إلى جانب صيانة المدارس بقيمة تقدر بنحو 40 مليون دينار، لافتا إلى أن العام الحالي سيشهد طرح عطاءات بقيمة 300 مليون دينار، لتحديث البنية للمدارس.
وكشف عن توجه الوزارة لإيجاد مسار خاص لتلبية احتجاجات سوق العمل، وآخر للتعليم الجامعي تحدد فيه شروط الالتحاق بالتخصصات المهنية المماثلة دون غيرها.
وبين أن الوزارة بصدد تقليص تخصصات التعليم المهني وجمعها في 12 تخصصا، وإعادة النظر بمناهج التعليم المهني وهيكلة المدارس الشاملة، مؤكدا أن الوزارة ستوفر الموارد المالية اللازمة لدعم التعليم المهني والتقني وتوعية الطلبة بأهمية الالتحاق بهذا الفرع من التعليم، وكذلك تخصيص المبالغ اللازمة لتطوير المدارس المهنية وتحديث وتجهيز مشاغلها.
وقال الدكتور الذنيبات إن الوزارة ستعمل على استثمار الإمكانات الفنية والبنية التحتية المتوافرة لدى المؤسسات الوطنية المعنية، وبخاصة مؤسسة التدريب المهني بحيث سيتم استخدام مراكز المؤسسة للتدريب المهني من قبل الطلبة في الفترة الصباحية ولغايات التدريب في الفترة المسائية.
وأوضح أن وزارة التربية والتعليم شرعت بإعداد خطة زمنية لإنشاء مدارس مهنية متخصصة في مجالات التعليم المهني في كل لواء، بالشراكة مع عدد من المؤسسات الوطنية والقطاع الصناعي، وإعادة إنشاء المدارس الصناعية والزراعية المتخصصة، لزيادة فرص الالتحاق بالتعليم المهني خلال السنوات الخمس المقبلة وصولا إلى 25 %.
وشكلت الوزارة، حسب الوزير الذنيبات، لجنة لدراسة واقع التعليم والتدريب المهني والتقني تضم ممثلين عن وزارات التربية والتعليم والعمل والتعليم العالي، إضافة إلى مؤسسة التدريب المهني وغرفة صناعة عمان وجامعة البلقاء التطبيقية وعدد من المؤسسات الأخرى المعنية بهذا القطاع، لإعداد خطة متكاملة تتضمن التوصيات والتوجهات المستقبلية لتطوير هذا القطاع والنهوض به.
وأوضح الوزير الذنيبات أن الوزارة اعتمدت أسساً وإجراءات جديدة لأول مرة خاصة بانتقاء المعلِمين المرشحين للتعيين من قِبَل ديوان الخدمة المدنية؛ إذ قامت بتشكيل لجان فنية لإعداد امتحانات تخصصية إلكترونية للمرشحين للتعيين والإشراف على عقدها بالتنسيق مع ديوان الخدمة المدنية، وإجراء مقابلات للمرشحين الذين اجتازوا الامتحان للتأكد من أهليتهم للتعليم وإلحاق من يجتاز الامتحان بدورات تدريبية لإعداده أوليًا لمهنة التعليم، بالإضافة إلى البدء بإجراء دراسة لإنشاء كلية خاصة تُعنى بتأهيل المعلمين بالتعاون مع الجامعات الأردنية وأكاديمية الملكة رانيا العبدالله لتدريب المعلمين.
وكان رئيس الجامعة الدكتور رفعت الفاعوري أكد أن الوزارة شريك حقيقي للجامعات يكملان بعضهما البعض، لافتا إلى ضرورة تفعيل دور كليات التربية في مختلف الجامعات الأردنية لتساهم في تطوير العملية التربوية بمختلف مراحلها، وذلك لإعداد جيل قوي مسلح بالعلم والمعرفة وكفاءات علمية قادرة على المنافسة في سوق العمل.
شاهد المزيد