آخر الأخبار

الجمعة، 6 مايو 2016

د.رياض شديفات يكتب : معايير الوجاهة في مجتمعنا

الوجاهة مأخوذة من لفظة الوَجِيهٌ ,والوجيه صاحب الجَاهٍ والمنزلة بين قومه ، وقد وردت في القرآن بحق عيسى عليه السلام : "وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين " بمعنى صاحب منزلة عالية عند الله ، وشرف وكرامة .
ولكل أمة من الأمم مورثها الثقافي والقيمي الذي تستند إليه في الحكم على المواقف والأشخاص والأحداث في ضوئه, وغالبا ما تكون هذه المعايير ثابتة بدرجة كبيرة لدى غالب الشعوب والأمم , والعرب كغيرهم من الأمم توارثوا معايير الوجاهة جيل عن جيل .
وقد توارث المجتمع الأردني هذه المعايير على أساس ما يقدم الإنسان لبني قومه بغض النظر عن المظاهر والشكليات , والعبرة بالخلق والأدب ,وبالعمل والعطاء , والخدمة العامة للناس , والإصلاح بين الناس ,والسعي بينهم بالخير, وتقديم يد العون والمساعدة لهم , فالرجال محاضر لا مناظر , وسيد القوم خادمهم , فمن يتواضع للناس ويساعدهم , ويسعى لخدمتهم يستحق الوجاهة .
أما معايير الوجاهة المعاصرة فتقوم على المجاملات , وصور النفاق الاجتماعي , وصدقات المصلحة , والمظاهر المادية البحتة كنوع البناء وأناقته وجماله وكلفته وإن خلا من استقبال الضيوف وحل مشكلات الناس , ومن المعايير موديل السيارة , ومنها صدقات الصالونات السياسية أو الاجتماعية , والقدرة على الاستعراض الاجتماعي , والبريستيج الاجتماعي الخالي من المضمون , ونوع الحفلات والمناسبات التي تقام للتدليل على الوجاهة .
والمجتمعات التي تبني معايير في الوجاهة على القشور والمظاهر معرضة للخطر .
شاهد المزيد
التعليقات