هناك في الزرقاء حيث مسقط الرأس جُبت سهولها وجبالها راعيا للغنم ولما يخط شاربي بعد . وعلى ثغائها تتشنف الاذان طربا وكأنما تعزف على قيثارة الحب اعذب الالحان . احلامنا ساذجة لما تتجاوز امتلاك كرة من بقايا جوارب جدتي القديمة حيث كانت الحياة يومذاك بسيطة التكاليف ولما تتلوث بفساد الفاسدين وكنا بتراب الارض الصق فعشنا بساطة الحياة وروعتها ولم تثقل فواتير الكهرباء والمياه كواهلنا ولم يقض مضاجعنا خوف على رغيف خبز ليسد جوعتنا فقد كان ضرع الوطن يومذاك مليئا . آه على زمن كنا نترنم فيه على ضربات "المهباش " وعبق " الهيل " يملأ المكان سحرا وجمالا . آه على زمن احن فيه الى " العصبة " و " الملفع " و " الدامر " فقد تأذت ابصارنا من " الميني جوب " و " الفيزون " و "الكالوت جوب" . ولا انسى الزير سالم وقصائد البداوة في مجالس المسامره وما كان لمملكة مارك فيها من نصيب .كنا نستيقظ على زقزقة العصافير ونشدو الحان الطهر والنقاء التي لوثتها موسيقى الراب والروك والراي . كم كان يتملكني الغضب ان ندت شاة عن القطيع وما كنت احسب غضبي يفتر وقد ندت الامة عن منهج الله !!!!
شاهد المزيد