في رحاب البيت العتيق
ومن صحن كعبته الشريفة تنسكب العبرات رغبة ورهبة ، و بريق الصفا يلمع في عين الحاج يقودة الى فجر الاسلام العظيم يوم اعتلى نبي العالمين محمد صلى الله عليه وسلم ربوته مؤذنا بميلاد جديد للبشرية الغارقة في مستنقعات الجهل والخرافة والانحراف عن الفطرة ، والمنغمسة في اوحال العبودية للحجر والشجر والبشر . فيومذاك كانت البشرية على موعد مع فجر التوحيد يبدد ظلام الجهل والخرافة وبمعول التوحيد تتحطم معالم الكفر والفسق والمجون لترتسم فضاءات الحرية والعزة والكرامة من جديد . غير أن مستنقعات الجهل واوحاله النتنة تتقزز من رحيق الورود وروحها فراحت ترمي الدعوة الجديدة ودعاتها بكل نقيصه علها تنال من طهرها وعفتها . فتحملت الثلة المباركة تكاليف المرحلة ، تجود بروحها في سبيل الله يتقدمها في ذلك آل ياسر رضي عنهم أجمعين فكانت دماؤهم الطاهرة لعنة على الظلم والطغيان ، وتتوالى سلسلة التضحيات حتى جمر الحطب ما يطفئه اﻻ ودك ظهر خباب رضي الله عنه . ويشهد التاريخ عنفوان رجل بصق في وجه الباطل ومرغ انفه بالتراب وداس بقدمه الطاهر على هامه ، وتراقصت بطحاء مكة طربا على ترنيمة اﻻستعلاء على الباطل وغدت " أحد أحد " أنشودة الموحدين . وتمضي قافلة اﻻسلام يقود خطامها خير الورى محمد صلى الله عليه وسلم حيث يشاء الله فيحط رحله في يثرب وتبدأ دولة اﻻسلام العظيم من هناك .
شاهد المزيد