آخر الأخبار

الخميس، 12 مايو 2016

د.رياض شديفات يكتب : صناعة الحياة مقابل صناعة الموت

حين اتابع نشرات الأخبار ووسائل الإعلام وما تحمله من اخبار القتل والدمار أجد أن الجزء الأكبر منها يتعلق بصناعة الموت , وخاصة في بلاد العرب والمسلمين , ومن حق المتابع أن يسأل أو يتساءل من يقوم بصناعة الموت ؟ ومن يقوم بصناعة الحياة ؟ وما الفرق بين من يصنع الموت ومن يصنع الحياة ؟ . 
وإن نظرة تحليلية معمقة حول صناعة الحياة , وصناعة الموت تجعل الإنسان المتابع مطالب بأن يدرس الثقافة التي تقف وراء صناعة الحياة ,ودراسة الثقافة التي تقف خلف صناعة الموت , هذا من جهة , ومن جهة أخرى دراسة الثقافة الإسلامية وعلاقتها بما يجري من صناعة الموت في بلاد العرب والمسلمين , وهل هذه الثقافة مسؤولة عن هذا الواقع المؤلم من الموت والدمار الذي نراه في أكثر من مكان من عالمنا الذي كثرت جراحاته والتي استعصت على العلاج والدواء . 
ويمكن القول بملء الفم أن صناعة الحياة هي من نتاج رسالة الإسلام التي كرمت الإنسان وصان دمه وجعل ذلك من مقاصده , وقد جاءت لعيش حياة كريمة بعيدا عن الموت والدمار والخراب , ودعت إلى المحبة والأخوة , وإلى التعايش والعدل بين بني الإنسان, وأن المسلم الحق هو من امتلأ قلبه محبة للناس إذ لا يكمل إيمانه إلا بهذه المحبة , كما أنه مطالب أن يملأ قلبه بمشاعر الأخوة والإنسانية لتنمو شجرة الإيمان في قلبه ليتمكن من القيام بواجبه في الدعوة إلى العلم والمحبة , وأن يستثمر ذلك بالكلمة الطيبة التي من عرفها عرف قيمة الحياة " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25)سورة ابراهيم . .
فالفارق بين من يفهم دينه ,وبين من لا يحسن فهمه فارق كبير , فالذي يفهم دينه يساهم في صناعة الحياة , ومن لا يحسن فهم دينه يسهم في صناعة الموت , فصناعة الموت هي صناعة الجهل والفهم الخاطئ من جهة من ينتمون للدين , يضاف إلى ذلك دور الأيدي الخفية التي تعبث بالنسيج المجتمعي للمجتمعات العربية والإسلامية عبر تغذيتها للفكر المتطرف المنحرف , وللنزعات الطائفية , والإقليمية , والقبلية , والجهوية , وكذلك دور اعداء الأمة الذين يستهدفون وجودها وكيانها من أجل أن يستمر وهنها وهوانها , هدى الله بني العرب إلى صناعة الحياة " والعصر إن الإنسان لفي خسر , إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر " . 
د. رياض الشديفات / المنشية / المفرق /
شاهد المزيد
التعليقات