آخر الأخبار

الأربعاء، 25 مايو 2016

د. رياض شديفات : الأردنيون والاستقلال

الاستقلال مناسبة وطنية مجيدة وغالية يحبها كل وطني يحب وطنه ، فهي تعني الحرية والكرامة بمعناها الحقيقي ، وتعني الانعتاق من الاحتلال وتبعاته ، وتعني حرية القرار من كل قيد ، وهذه الكلمة لها دلالة خاصة عند عشاق الحرية لما تعنيه من دلالات نبيلة وسامية .
وتأتي ذكرى الاستقلال علينا في الأردن والمنطقة العربية ملتهبة من حولنا ، ولا يخفى على أحد دقة المرحلة والظروف التي نمر بها ، كما لا يخفى على أحد تربص المتربصين بنا في الداخل والخارج ، والذين يتمنون أن يحدث لنا ما حدث لغيرنا من فتن وخلافات لا تصب إلا في صالح أعداء الداخل والخارج على حد سواء .
ونظراً لدقة المرحلة وحساسيتها ينبغي على كل غيور على وطنه من القائمين على أمر هذا الوطن ، ومن الموطنين على أن يدركوا أن حماية الاستقلال مسؤولية جماعية عليهم أن يتحملوها جميعاً بحسن التصرف وحكمة الرجال الأوفياء ، والمحافظة على استقلال الوطن تتطلب حماية للوحدة الوطنية من كل ما يسيء إليها من قول أو فعل ، ونحن نلاحظ بعض الأقلام التي تريد أن نخوض معارك غيرنا وصولاً إلى أهدافهم غير المعلنة ، كما نلاحظ بعض تجار الأوطان الذين يبحثون عن مصالحهم في كل ظل الخلافات والاختلافات التي تشهدها المنطقة العربية .
وحماية الاستقلال وصونه تتطلب عدالة اجتماعية بين أبناء الوطن ومساواة بينهم في الحقوق والواجبات بالفعل والممارسة لا في التنظير والشعارات ، فمن أكثر ما يعزز الولاء للوطن العدالة الاجتماعية ، ومن أكثر ما يفوًت الفرصة على المتربصين بالوطن وجود عدالة اجتماعية تشد من اللحمة المجتمعية بين أبناء الوطن ، ونحن نسمع يومياً من يقول بلسان حاله ماذا بقي لنا من الوطن والوطنية ؟ ومن المستفيد من الوطن ؟ ولماذا يضيع حقنا في المواطنة القائمة على الحقوق والواجبات وفي تكافوء الفرص في وطن يقدر جميع أبنائه ؟ .
كما أن حماية الاستقلال تتطلب محاربة الفساد والفاسدين الذين نهبوا خيرات الوطن ومقدراته لصالح فئات محددة من الناس ، ورهنوا إرادة الوطن ومقدراته بسياسات وخطط ومشاريع قيدت إرادة الاستقلال والتحرر بمديونية كبيرة تمس أمن الأجيال الحالية والأجيال القادمة ، وتنعكس سلباً على ولائها وانتمائها لوطنها . 
وحماية الاستقلال تتطلب سيادة مبدأ دولة المؤسسات والقانون حماية لحقوق جميع الأردنيين ، كما أن حماية الاستقلال تتطلب رسم خطط مستقبلية مدروسة تقوم على سواعد أبناء الوطن ورجالاته مع عدم التدخل في الكثير من الصراعات الإقليمية , وسلمت يا وطني من كل سوء . 
د. رياض شديفات / المفرق / 2016م
شاهد المزيد
التعليقات