لي ، و الحمد لله ، مثل الكثير من عباده ، أصدقاء كثر .. لكن الله حباني ، او إن شئتم ابتلى صبري بواحد منهم ، له من الصفات و الخصائص ، كما لو أنه من غير طينة البشر ! أنا لا أقصد خلقته ، و إنما تصرفاته و أخلاقه .. فهو رغم خفة وزنه في الميزان .. أقصد ميزان الدنيا ، و الله أعلم بميزان الآخرة.. إلا أنه ثقيل على النفس و أثقل من حقائب سفرنا ..
صاحبي يرى نفسه أوسع معرفة من " غوغل " و أسرع من أي شبكة معارف .. فلديه ، صاحبي أعني ، جواب عن كل سؤال .. مش مهم في الفيزياء النووية أو حتى فنون الطبخ ، و الطريقة المثلى لنجاح عمل البشار .. صاحبي لا يتردد بالدخول في الحوارات و المناقشات و التعقيبات .. دون معرفة الموضوع ، المهم أن يثبت وجوده الثقافي و لو بسؤال مستهلك .. من مثل أين رست سفينة سيدنا نوح ، عليه السلام !
صاحبي ، رعاه الله ، قادر على التكيف أكثر مما اشاهده في ناشونال جيوغرافي ! فهو قادر على تلوين حياته الاجتماعية ، بحسب قوانين المنفعة و المجاملة .. فإذا كان مع ناس متدينين ، تراه متصدعا من خشية الله ، و يتمتم و يحوقل و يسترجع !
.. و لكن هذا الشخص بعينه ، إذا ساقته أسفاره أو تجواله ، و صادف دبكة بمزمار أو شبابة ،، سرعان ما يشبك مع الدبيكة ، و إذا به " قواد دبكة " و أرجو أن تفسروا كلمة قواد بالمعنى الشعبي الايجابي !! حتى لا نظلمه ، و إذ بصاحبي يحفظ من الأغاني الكثير .. من الشعبي ، يا بو رشيدة قلبنا اليوم مجروح .. و الله لدحدل حجر من وادي لوادي .. كما لو كنا في محجر .. و ندحدل دحللة الحجارة .. و يحفظ صاحبي إذا تطلب الموقف أغاني المدعو علاء زلزلي .. أو للمدعو ثامر حسني او حسني ثامر ..
صاحبي هذا حباه الله الخالق بشهية للأكل بحيث كما يفخر باكل كل شيء من الحامض و الحلو .. و هو ضعيف أمام المنسف بالذات .. بحيث أنه لا يمانع بمشاركة ولائم الأفراح ، أو ولائم العزاءات .. و يا لقلة حظ من يؤاكله . . فهو يأكل نصيبه و يحفر لاي " هبرة" لحم لتقع في شراكه .. طبعا يحفر انفاقا في الرز ، فتحدث انهيارات .. و تسقط قطع اللحم في واديه ..
صاحبي ، حفظه الله ، قوته في لسانه و أسنانه .. صادفته مرة يأكل حبات كثيرة من الخوخ لم يحن قطافها .. و ما زالت " عجر" و بعد أن أتى عليها و أخذ يمصمص من أثر حموضتها .. رايته يحاول بأسنانه كسر بزر الخوخ لعله يجد حلاوة في النوى ..
صاحبي هذا حاضر في كل منتدى و ناد .. و يحضر اسرع من الجان .. عند سماع ادنى صيحة ، و هو يصيح : شو في شو في ? و هو ، إن شئت مصلح و زعيم حارة و طبيب وصفات شعبية و أعشاب .. و رئس جاهات و صلحات ..
هذا الصاحب لعل الله ابتلاني به في الدنيا .. و أسأله تعالى أن لا يجمعني به في الآخرة .. !!!
- أحمد المثاني -
… معذرة لكل الأصدقاء ، هذ ا الصاحب افتراض لنوذج ، و ليس من أصحابي .
شاهد المزيد