آخر الأخبار

السبت، 21 مايو 2016

د. رياض شديفات يكتب : المعلم بين الأمس واليوم

العلم سر النهضة والتقدم والرقي الحضاري, والمعلم هو من يقوم بهذه المهمة الخطيرة , ومن حقه أن يحظى بالتقدير والمكانة لعظم
وإن مقارنة بسيطة بين حال المعلم بالأمس واليوم في مجتمعنا تظهر مقدار التراجع الكبير الذي اصاب مكانة المعلم , فالمعلم بالأمس كان محل الاحترام والتقدير , ,وكان يمارس الدور الذي يمنحه الهبية , فهو كبير الجاهة بين بني قومه , والمصلح الاجتماعي بين الناس , وصاحب الرأي المطاع , إذا تكلم يسمع له , وإذا طلب امرا يستجاب لطلبه محبة واكراما , وأن قضى في منازعة فقوله الفصل, وإذا حضر مجلسا جلس في صدر المجلس لما يحظى به من التقدير والمكانة , ولا يغيب عن موقف من مواقف الحياة العامة الفاعلة , مجلسه ممتع , حديثه مصدق , كلماته ترتفع لتصل الروح والعقل والقلب.
أما معلم اليوم فلم يعد يحظى بنفس المكانة بسبب المعايير المادية , تراجعت مكانته وهيبته في المجتمع بصورة ملفتة للنظر , ولم تعد له تلك الهالة التي لا تمس بين الناس لحساب الثقافة المادية , وهو محل التندر عند بعض الناس , ولم يعد يستشار أو يؤخذ برأيه , محل شفقة في الإعلام يحمل حقيبته متنقلا بين البيوت يقدم الخدمة التعليمية لمن يطلبها مقابل اجر معلوم , كسرت الحواجز النفسية في النظرة إليه , وفي طريقة التعامل معه , تنازل عن كثير من مبادئه ومثله لصالح الثقافة المادية الجارفة والغزو الثقافي والإعلامي .
ولا بد من إعادة المكانة للمعلم اجتماعيا وثقافيا واعلاميا لينهض مجتمعنا الذي تعرض لهزة كبيرة في قيمه ومبادئه وعاداته وثقافته , ولا يمكن لمجتمع أن ينهض من كبوته بغير معلم مقدر يحترم فكره ورسالته , يعيش الكرامة الإنسانية ليقف على باب السلام المجتمعي , فطريق العزة والكرامة يمر عبر معلم حر كريم , وطريق النهضة يمر عبر بوابته الثقافية والعلمية , وطريق الإصلاح الاجتماعي يمر عبر فكره , وإذا أراد الله بقوم خيرا , جعل العلم في ملوكهم , والملك في علمائهم , فالعلم هو السلاح الحقيقي للنهضة والرفعة , والمعلم حامل لوائها .
د . رياض خليف الشديفات / 19/5/2016م

المهمة الملقاة على عاتقه , فكيف لمجتمع أن ينهض من غير المعلم ؟ وكيف لمجتمع لا يقدر المعلم أن يطلب منه القيام بدوره على الوجه الاكمل ؟ ولا شك أن نقطة البداية تكون عبر العلم والمعلم .
شاهد المزيد
التعليقات