آخر الأخبار

الأربعاء، 1 يونيو 2016

د.رياض شديفات يكتب : الوطنية مظاهرها وعلاماتها

يكثر الحديث عن الوطنية وعن الولاء والانتماء للوطن ، ونرى العديد من المقالات والكثير من المسيرات التي تنطلق باسم الانتماء للوطن , ويرافق ذلك الكثير من الشعارات والخطابات والمهرجانات التي تتحدث عن الانتماء للوطن والقيادة وكأن هذه القضية محل خلاف ونقاش ، فليس في بلدنا عاقل واحد لا يحب وطنه ، وليس في وطننا عاقل واحد لا يحب الخير لوطنه ومجتمعه.
ومن يدرس ذلك بعناية يلحظ أن مفهوم الانتماء يشبه تماماً مفهوم الإيمان من حيث أنه من أعمال القلوب التي يمكن أن يدعيها من يؤمن بها ومن لا يؤمن ، وهي تشبه الإيمان من حيث أنه يزيد وينقص ، فالإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، ومظاهر زيادة الإيمان تظهر على جوارح الإنسان المؤمن وسلوكه وأخلاقه وتعامله مع الناس بصورة تتفق مع حقيقة الإيمان وجوهره ، بينما مدعي الإيمان تظهر على جوارحه سلوكات مخالفة لحقيقة الإيمان، فترى منه الكذب والنفاق والرياء .
وكذا الولاء والانتماء يزيد وينقص يزيد بالعمل والبناء والتضحية والإنجاز ، وحب الوطن وتقديم الغالي والنفيس وإيثار الوطن بكل ما هو مفيد ونافع ، وإظهار صورة وطنه على أحسن وجه ،فترى صاحب الانتماء الحقيقي يستغل وقته في العمل والعطاء والبناء والإنجاز دون الالتفات إلى ما يقوله المرجفة من الناس حوله وشعاره في ذلك" أنت على ثغرة من ثغر الوطن فلا يؤتين من قبلك" وهو يقول " زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون " ولا يتلفت إلى مقدار المنافع الشخصية التي يحققها لنفسه، كما أنه يظهر على سلوكه مظاهر حب الوطن من المحافظة على المال العام , وحسن إدارته وتوظيفه بما يخدم الصالح العام ، والمحافظة على نظافة بلده وطنه من أي مظهر غير حضاري ، ويدافع عن وطنه بلسانه وقلمه ويده .
أما أدعياء الانتماء فترى كلماتهم معسولة جميلة منمقة تجذب السامع " وإن يقولوا تسمع لقولهم " لكن إذا داهم الوطن خطب لا قدر الله " يحسبون كل صيحة عليهم " فترى بعض هؤلاء يقيمون في الوطن ما دام يحقق مصالحهم ، فإذا شعروا بخطر رحلوا إلى أماكن أخرى مثل هؤلاء أين انتماؤهم الحقيقي؟ هؤلاء يدًعون الانتماء ,وبعض هؤلاء حمًلوا الوطن فوق طاقته من الأعباء الاقتصادية ، وعند هؤلاء يظهر زيف الولاء والانتماء , وما أكثرهم في العالم العربي حيث تجار الوطنيات صوتهم يرتفع , يختبئون وراء شعارات الولاء والانتماء , ولو سلم الوطن من شرورهم لكان حاله أفضل ، ولو سلم الوطن من مكرهم لكان بخير كثير ، الخوف كل الخوف من هؤلاء ، والخطر كل الخطر على الوطن من أمثال هؤلاء ، فمن لحن قولهم نعرفهم ، ومن بضاعتهم نعرفهم ، ومن إعاقتهم لمسيرة الإصلاح الوطني نعرفهم ، ومن تسخيرهم لمقدرات الوطن لمصالحهم نعرفهم , أما أولئك الثابتون على مواقفهم وهم الغالبية الصامتة فولائهم لوطنهم يزيد بعرق جبينهم وصدق عطائهم وحسن إنجازهم ، وانتماؤهم للوطنهم يزيد ولا ينقص , ودام وطننا بخير , وحمى الله وطننا من كل شر .
شاهد المزيد
التعليقات