في منظومتنا الإسلامية دعوة إلى البعد عن إيذاء الناس بأي شكل من الأشكال سواء كان الأذى مادياً أو معنوياً "فالمسلم من سلِم المسلمون من لسانه ويده " ولكن الإشكالية تكمن في التطبيق حيث يلاحظ أن صور الأذى لا حصر لها ، وقاموس حياتنا اليومية يفيض بكل المفاهيم السوداء ، ولا ينجو منها إلا من كان من أهل السلامة والسعد وكما قالوا: " لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى " فهذا يكيد لهذا ، وهذا يتآمر على هذا ، وهذا يمكر بهذا ، وهذا يشتم هذا ، وهذا يسب هذا ، وهذا يغتاب هذا ، وهذا يقدح بذاك ، وهذا ينتقص قدر ذاك ، وهذا يتهم هذا ، وهذا يطعن بهذا ، وهذا يلمز هذا بالألقاب ، وهذا ينال من هذا ، وهذا يسخر من هذا .
ومن يستعرض ما يدور في مجتمعنا من أوصاف يجد كماً هائلاً من هذه الأوصاف التي تطلق جزافاً ، وكلها من باب الأذى ، ومن هذه الكلمات على سبيل المثال لا الحصر : أناني ، حقير ، ظالم ، طماع ، غشاش ، حقود ، مغرور ، فتان ، خبيث ، غادر ، لئيم ، شرير ، مراوغ ، مكار ، ظنان ، شكاك ، نذل ، متكبر ، عنجهي ، غماز ، لماز ، متطرف ، بخيل ، بليد ، نكد ، جاسوس ، خايب ، انتهازي ، فاشل ، عاق ، مُسرف ، مجرم ، كذاب ، فاجر ، جشع ، طايش ، نصاب ، قذر ، مطل ، ديوث ، مرابي ، مفتري ،محتال ، منان ، ساذج ، مقلد ، غبي ،هامل ، ضايع ، صايع ، وغيرها من الأوصاف الجارحة التي يتدوالها الناس فيما بينهم ، حتى أنني حاولت جمعها عبر ملاحظات عديدة فزادت عن (500) لفظة سوداء تدخل في باب الأذى , فلماذا كل هذا في وطن تحكمه منظومة من القيم ؟ .
ونظرة تحليلية لهذا الحال الذي وصل إليه الناس من أذى بعضهم ، ولعل من أعظم أسباب ذلك هو بعد الناس عن الإلتزام بتعاليم الدين التي تحرم المساس بالآخرين ،فالإنسان له كرامة ينبغي أن لا تمس " وسباب المسلم فسوق وقتاله كفر " والبعد عن منظومة القيم تجعل المرء يلقي الكلام على عواهنه .
ومما يؤسف له أن الناس بسبب الفراغ والجهل " يرمون الشجرة المثمرة " والفراغ مفسدة للمرء أي مفسدة ، فينشغل المرء بالقيل والقال ، وإطلاق الأحكام على الناس هذا كذا وهذا كذا ، " ولو نظر الناس إلى عيبهم ما عاب إنسان على الناس " بل لشدة جراءة بعض الناس وجهلهم وضعف إيمانهم لم يسلم رب العباد من أذى بعضهم ، فتسمع سب الذات الإلهية ممن لم يعرفوا الأدب معه ، وتلاحظ الأذى لرسل الله على ألسنة الناس ، وفي كتاباتهم ، كما تلاحظ الأذى لخير الرسل ، فهذا يسخر منه ، وهذا يشتمه ، وذاك يسبه ، وذاك ينال من دينه ، وهذا ينتقص من شريعته وسنته ، وذاك يرسم رسوما ساخرة منه الخ...... من صور الأذى .
ومثل هذه ستدعي إعادة النظر بطبيعة الثقافة المجتمعية السائدة وتنقيتها وغربلتها عبر وسائل الإعلام للتمييز بين الأصيل والدخيل ، وعبر المناهج المدرسية ، وعن طريق المنابر، والندوات، والمحاضرات ، وتوعية الناس بخطورة المفاهيم الهدامة على النسيج المجتمعي ، وعلى ثقافة العنف ، ودعوة المجتمع إلى ثقافة التسامح والاهتمام بالعمل الجاد المنتج .
د. رياض خليف الشديفات / المفرق /
ومن يستعرض ما يدور في مجتمعنا من أوصاف يجد كماً هائلاً من هذه الأوصاف التي تطلق جزافاً ، وكلها من باب الأذى ، ومن هذه الكلمات على سبيل المثال لا الحصر : أناني ، حقير ، ظالم ، طماع ، غشاش ، حقود ، مغرور ، فتان ، خبيث ، غادر ، لئيم ، شرير ، مراوغ ، مكار ، ظنان ، شكاك ، نذل ، متكبر ، عنجهي ، غماز ، لماز ، متطرف ، بخيل ، بليد ، نكد ، جاسوس ، خايب ، انتهازي ، فاشل ، عاق ، مُسرف ، مجرم ، كذاب ، فاجر ، جشع ، طايش ، نصاب ، قذر ، مطل ، ديوث ، مرابي ، مفتري ،محتال ، منان ، ساذج ، مقلد ، غبي ،هامل ، ضايع ، صايع ، وغيرها من الأوصاف الجارحة التي يتدوالها الناس فيما بينهم ، حتى أنني حاولت جمعها عبر ملاحظات عديدة فزادت عن (500) لفظة سوداء تدخل في باب الأذى , فلماذا كل هذا في وطن تحكمه منظومة من القيم ؟ .
ونظرة تحليلية لهذا الحال الذي وصل إليه الناس من أذى بعضهم ، ولعل من أعظم أسباب ذلك هو بعد الناس عن الإلتزام بتعاليم الدين التي تحرم المساس بالآخرين ،فالإنسان له كرامة ينبغي أن لا تمس " وسباب المسلم فسوق وقتاله كفر " والبعد عن منظومة القيم تجعل المرء يلقي الكلام على عواهنه .
ومما يؤسف له أن الناس بسبب الفراغ والجهل " يرمون الشجرة المثمرة " والفراغ مفسدة للمرء أي مفسدة ، فينشغل المرء بالقيل والقال ، وإطلاق الأحكام على الناس هذا كذا وهذا كذا ، " ولو نظر الناس إلى عيبهم ما عاب إنسان على الناس " بل لشدة جراءة بعض الناس وجهلهم وضعف إيمانهم لم يسلم رب العباد من أذى بعضهم ، فتسمع سب الذات الإلهية ممن لم يعرفوا الأدب معه ، وتلاحظ الأذى لرسل الله على ألسنة الناس ، وفي كتاباتهم ، كما تلاحظ الأذى لخير الرسل ، فهذا يسخر منه ، وهذا يشتمه ، وذاك يسبه ، وذاك ينال من دينه ، وهذا ينتقص من شريعته وسنته ، وذاك يرسم رسوما ساخرة منه الخ...... من صور الأذى .
ومثل هذه ستدعي إعادة النظر بطبيعة الثقافة المجتمعية السائدة وتنقيتها وغربلتها عبر وسائل الإعلام للتمييز بين الأصيل والدخيل ، وعبر المناهج المدرسية ، وعن طريق المنابر، والندوات، والمحاضرات ، وتوعية الناس بخطورة المفاهيم الهدامة على النسيج المجتمعي ، وعلى ثقافة العنف ، ودعوة المجتمع إلى ثقافة التسامح والاهتمام بالعمل الجاد المنتج .
د. رياض خليف الشديفات / المفرق /
شاهد المزيد