آخر الأخبار

الثلاثاء، 5 يوليو 2016

د. رياض شديفات يكتب : الإرهاب الأعمى

قبيل عيد الفطر المبارك الإرهاب الأعمى يضرب خبط عشواء بطريقة همجية لا تعرف حرمة الزمان والمكان ، وبمنطق لا يمكن تبريره وتفسيره لا بدين ، ولا بعقل سليم ، ولا حتى بالعقلية السادية من مصاصي الدماء ومتوحشي البشر ، فما تطالعنا به الاخبار يوميا من هجمات إرهابية دامية تستهدف البشر والحجر ، وما تنقله لنا الصور من تفجيرات تستهدف أمن البلاد والعباد في كثير بقاع العالم العربي والإسلامي ، وفي بقاع أخرى من العالم تستهدف أمن المجتمعات الأمنة المستقرة يثبت أن الإرهاب أعمى لا دين له ، ولا إنسانية.
فقبل أيام ضرب الإرهاب الأعمى بعض جنودنا على الحدود الشمالية لينضم عدد منهم إلى كوكبة الشهداء ، ثم رأيناه يضرب مطارا حيويا في تركيا ليذهب ضحية إجرامه العديد من الاطفال والنساء والأبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم وجدوا في المكان الذي استهدف من قبل مرتكبي هذا الفعل الشنيع ، ثم رأيناه يستهدف المملكة العربية السعودية في أمنها في اماكن في غاية الحساسية والقدسية ، ففي المدنية المنورة حيث المسجد النبوي لترويع الآمنين والباحثين عن الأمن والطمأنينة ، وفي جدة حيث الأمن الاقتصادي ومتعة التسوق ، وفي القطيف حيث حساسية المذهب والطائفة ليرسلوا رسائل تمس الأمن والدين والاقتصاد . 
ولا شك أن الطريقة التي يفكر بها مرتكبي هذه الأفعال هي عقلية المختلين عقليا ، وأن النفسية التي ينطلقون هي نفسية مرضى النفوس ، فمن تلوثت يده بقتل الأبرياء لا يعد سويا بحال من الأحوال ، فالدماء معصومة في كل الأديان ، وفي كل الشرائع السماوية والوضعية ، وما يقوم هؤلاء بلباس الدين هو دليل إدانة لهم بنصوص الدين الواضحة التي تحرم قتل النفس ، وبوصايا الرسول التي تحرم المساس بحجر، أو شجر، أو طفل، أو شيخ ، أو امرأة ، وما يفعله هؤلاء هو اعتداء على كل هذه الوصايا ، وعلى تلك النصوص والمواثيق التي جاءت لتمنح الإنسان أي كان هذا الإنسان نعمة الأمن والسلام والعيش في ظلال الكرامة الإنسانية . 
ويمكن اطلاق وصف الوباء على هذا الداء الخطير الذي لا يعرف الحدود والحواجز ، ولا يعترف بالمناعة الصحية ، ولا المناعة الثقافية ، ولا المناعة الوطنية ، ولا المناعية الدينية ، ولا يقيم وزنا للفتاوى التي تحرم هذا السلوك ، ولا يقيم وزنا للوصايا والثقافات التي تدعو إلى التعايش بين بني الإنسان ، وهذه الأمور مجتمعة تقتضي جعل الأمن أولوية قصوى بمزيد من الحرص والوعي والانتباه والجاهزية ، وزيادة أفراد الأمن الساهرين على أمن الوطن ، واعداداهم وتدريبهم وتكريمهم ليبقى الوطن واحة أمن وسلام ، اللهم إنا نستودعك آمننا وبلادنا ووطننا وبلاد المسلمين بحفظك ورعايتك وعنايتك وبعينك التي لا تنام .
د . رياض خليف الشديفات / المفرق / 29/رمضان / 1437للهجرة .
شاهد المزيد
التعليقات