من المهارات العقلية الهامة في الحياة مهارة المقارنة ، وهي مهارة عقلية عليا ، وكما يقولون بضدها تعرف الأشياء ، فلا يعرف الجمال إلا بمقارنته بالقبح ، ولا يعرف الحسن إلا بمقارنته بضده ، ولا يعرف الخير إلا بمقارنته بالشر ، ولا يعرف العلم إلا بمقارنته بالجهل ، والناس بطبعهم يميلون إلى المقارنة بين الأشياء ، وبين المواقف ، وبين الأيام ، وبين الرجال فيما بينهم من صفات ومواقف وانجازات ، وبين النساء فيما بينهن من حيث العقل، والعاطفة، والمنظر، والمخبر ، وبين القديم والجديد ، وبين المجتهد والمقلد ، وبين العالم والجاهل ، وبين الأصيل والدخيل ، وبين الماضي والحاضر ، وبين الأمس واليوم .......... إلى ألخ .
وتكون المقارنة بين الإيجابيات والسلبيات ، وبين المحاسن والمساوئ ، وبين الفوائد والأضرار ، ومن المفيد هنا أن نجري مقارنة بسيطة بين الإنسان بين الأمس واليوم من حيث منظومته الأخلاقية والسلوكية ، وهي تشكل جوهر الإنسان وحقيقته ، أما من حيث المظهر الخارجي ، فطبيعة الحياة في تغير مستمر من حيث المظاهر ،فلباس الماضي يختلف عن لباس اليوم ، والمظهر لا يعبر عن الجوهر غالباً ، ولا يدل عليه دلالة واضحة ، والمقارنة السليمة تكون من حيث التفكير ، والسلوك ، والمشاعر ، فهل تغيًر الإنسان في هذه الأمور ؟ وهل إنسان اليوم هو إنسان الأمس ؟ وقد خُلق الإنسان قديماً وحديثاً بنفس الاستعدادات للخير والشر ، لكن المقارنة تظهر مدى التحول الذي حدث فيها لدى بني الإنسان .
ولكي تتضح المقارنة نطرح بعض الأسئلة في هذا الاتجاه فنقول : هل المبادئ تحرك الإنسان أم المصالح ؟ أيهما أولى المصلحة الشخصية أم المصلحة العامة ؟ وهل يشبه إنسان اليوم إنسان الأمس؟.
وعلى هذا الأساس يلاحظ أن التعاون بين الناس بالأمس أفضل من اليوم ، وأن المحبة بين الناس بالأمس أقوى من اليوم ، وأن مشاعر الناس بالأمس أصدق من اليوم ، بدليل ما كنا نشاهده من عاطفة صادقة في مناسبات الحزن ، وتظهر هذه العاطفة في وجوه الناس ، وفي عَبراتهم الصادقة ، وفي عباراتهم المؤثرة ، وفي امتناعهم عن كل ما يمس هذه المشاركة من سلوك يتناقض معها ، أما اليوم فنجد ترح بجواره فرح ، من الجيران ، أو من الأقارب ، وقد يكون في نفس العمارة ، أو نفس الحي ، أو في نفس الشارع ، ومشاركة الناس مشاركة فقط في المظاهر والقشور ، مشاركة جافة خالية من المشاعر والأحاسيس ، لا نجد دمعة حانية كما كنا نراها بالأمس ، ولا نجد مؤاساة حقيقية في مجال المشاعر ، يترك المصاب لشأنه بعد ساعات ، أو بعد أيام ، وتصبح تلك الحالة جزء من الماضي وكأنه لم يكن شيء ، لقد أصاب الناس في جانب المشاعر تغير سلبي ليس من السهولة إصلاحه ، لذلك نقول : هل إنسان اليوم أفضل من إنسان الأمس ؟ وهل يقاس الإنسان بالمظاهر أم بإنسانيته ومشاعره وقيمه ؟ .
د. رياض الشديفات / المفرق
ولكي تتضح المقارنة نطرح بعض الأسئلة في هذا الاتجاه فنقول : هل المبادئ تحرك الإنسان أم المصالح ؟ أيهما أولى المصلحة الشخصية أم المصلحة العامة ؟ وهل يشبه إنسان اليوم إنسان الأمس؟.
وعلى هذا الأساس يلاحظ أن التعاون بين الناس بالأمس أفضل من اليوم ، وأن المحبة بين الناس بالأمس أقوى من اليوم ، وأن مشاعر الناس بالأمس أصدق من اليوم ، بدليل ما كنا نشاهده من عاطفة صادقة في مناسبات الحزن ، وتظهر هذه العاطفة في وجوه الناس ، وفي عَبراتهم الصادقة ، وفي عباراتهم المؤثرة ، وفي امتناعهم عن كل ما يمس هذه المشاركة من سلوك يتناقض معها ، أما اليوم فنجد ترح بجواره فرح ، من الجيران ، أو من الأقارب ، وقد يكون في نفس العمارة ، أو نفس الحي ، أو في نفس الشارع ، ومشاركة الناس مشاركة فقط في المظاهر والقشور ، مشاركة جافة خالية من المشاعر والأحاسيس ، لا نجد دمعة حانية كما كنا نراها بالأمس ، ولا نجد مؤاساة حقيقية في مجال المشاعر ، يترك المصاب لشأنه بعد ساعات ، أو بعد أيام ، وتصبح تلك الحالة جزء من الماضي وكأنه لم يكن شيء ، لقد أصاب الناس في جانب المشاعر تغير سلبي ليس من السهولة إصلاحه ، لذلك نقول : هل إنسان اليوم أفضل من إنسان الأمس ؟ وهل يقاس الإنسان بالمظاهر أم بإنسانيته ومشاعره وقيمه ؟ .
د. رياض الشديفات / المفرق
شاهد المزيد