آخر الأخبار

الخميس، 1 سبتمبر 2016

د.رياض شديفات يكتب : الكتابة على الجدران المهترئة

مهارة الكتابة مهارة إنسانية منحت لبعض الناس للتعبير عن افكارهم ، وما يجيش في صدورهم من عواطف واحاسيس وأمنيات ،
وقد خطر لي وأنا أكتب هذه الخاطرة بهذا العنوان الذي يوحي بمقدار المعاناة التي يعانيها الكاتب في مجتمعي الذي لم يعد يلتفت إلى الكلمات ، ولا إلى الرسوم المتناثرة على الجدران اينما يمم وجهه ، ولا الحروف المقطعة التي توضع في الصحف ليكون منها بعض الكلمات الدالة على المعاني ، فكل الكلمات تبعثرت أمام واقع عجزت الكلمات عن فك رموزه وطلاسمه ، كما عجزت الحروف في أن تجتمع في كلمات ذات معنى ، وكأن كل الكلمات التي كتبت تكتب على جدران متهالكة لا تسمح لها بالبقاء ، وكأن الحروف التي تؤلف منها الكلمات تستعصي على الاجتماع ، وكأن الذاكرة الجماعية في مجتمعي أصابها الوهن والخرف ومرض الشيخوخة ، وما يسمى في هذه الإيام ب" الزهايمر " .
لماذا الكلمة التي حررت العالم عجزت عن تحريرنا من قيودنا ؟ لماذا الكلمة التي جعلت شعوبا تنهض وحضارات تطاول عنان السماء عجزت عن أن تفعل شيئا في ذاكرة شعوبنا التي أصابها الصدأ؟ لماذا الكلمة التي نفخت روح الحياة في شعوب الدنيا بمعاني العلم والحرية والنهضة والمدنية فأزالت عنها الغبار والران عجزت أن تغير من واقعنا المرير شيئا ؟ لماذا تجتمع الحروف عند غيرنا ولا تجتمع عندنا ؟ أما آن لبعض الكلمات أن تتحرك في عالم الجدران الخربة ؟ أما آن لحروف الكلمة أن تتحرك لتنقش في ذاكرة مجتمعنا بعضا من حياة القلوب وصحوة الضمير ؟ أم أن الكتابة سوف تستمر تكتب في ذاكرة مهترئة ؟ .

وللتعبير صور شتى ، فمن الناس من يعبر عن افكاره بالكلمة المعبرة بلغاتها المختلفة ، وبعضهم يعبر بالشعر المنظوم المقفى والحر للتعبيرعن خياله ووجدانه ، ومن الناس من يعبر بالخاطرة القصيرة وليدة اللحظة التي يمر بها ، وبعضهم بالقصة التي تحاكي بعض الواقع بحسب خيال القاص وقدرته على رسم خطوط القصة واشخاصها ، وقد يكون التعبير بالرسم على الورق أو الجدران للتعبير عما في داخل الإنسان .
شاهد المزيد
التعليقات