بصفتي أحد العاملين في الحقل التربوي ومن المتابعين له بصورة عملية ميدانية يوميا أدخل إلى الغرفة الصفية ، ومن واجبي الوظيفي والوطني والأخلاقي أن أرصد الملاحظات بمجملها سواء كانت سلبية أو ايجابية ، ومن الملاحظات التي تتطلب وقفة جادة من كل الغيورين على الوطن أن ابنائنا الطلبة يفضلون العطل على الدوام ، وأن الدافعية لدى فئة كبيرة منهم بدرجة متدنية ولا سيما لدى الطلبة الذكور .
وقد هالني جدا ولفتت انتباهي بصورة متكررة أن بعض الطلبة وخاصة الكبار منهم قد جاءوا إلى المدارس بنفسية المكره بعد عطلة امتدت إلى ثلاثة شهور تقريبا ، وكأن الدافعية لديهم تكاد تكون في ادنى درجاتها ، وقد كنت أطرح السؤال التالي : ايهما تفضلون العطلة أو الدوام ؟ المدرسة أم البقاء في البيت ؟ فالطالب الذي يأتي بدافعية منخفضة كيف يمكن له أن يتعلم جيدا ؟ وكيف يمكن له أن يفكر جيدا ؟ فالصحة النفسية من أهم عوامل النجاح والدراسة .
ولا ريب أن هذه ليست حالات فردية محدودة يمكن القفز عنها وتجاوزها من باب الفروق الفردية ، ولكنها قد تكون شبه ظاهرة يمكن ملاحظتها بسهولة ويسر ، وهي تدعو إلى القلق ودراسة الأسباب وتحليلها من قبل المختصين ، فهؤلاء الطلبة هم عدة الغد للوطن وهم عماد مستقبله ، وتركهم فريسة اليأس والإحباط أمر في غاية الخطورة .
ولدى سؤال بعض الطلبة عن ذلك كانت التبريرات غير مقنعة وهي غالبا ما تكون مرتبطة بالتربية المادية السائدة كقولهم : معيار الوجاهة في المجتمع مرتبط بالوضع المادي للشخص وليس للمؤهلات ، وبعضهم يجيب حملة المؤهلات العلمية لا يجدون عملا ، وبعض الإجابات مرتبطة بالبيئة المدرسية غير الجاذبة ، وعدم توفر الأنشطة المدرسية التي توفر للطلبة تفريغ طاقاتهم ، وعدم قناعة بعضهم بجدوى الدراسة في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة ،ومتغيرات المجتمع، وثقافة العولمة ، والانفتاح الثقافي والاجتماعي، وتأثير الإعلام الذي يعد من أكثر العوامل تأثيرا على سلوك الأفراد وتفكيرهم ونفسياتهم ولا سيما فئة الشباب ،فإلى أين نحن متجهون ؟ فبناء المعارف والمهارات والاتجاهات تتطلب التحرر من القلق والخوف وضعف الدافعية ، ولا يتم ذلك إلا من خلال وسط تربوي واجتماعي واعلامي يكون الحاضنة السلمية لجيل أرهقته الثقافة السلبية المثبطة ، فهل يمكن لنا أن نغرس الأمل والتفاؤل في نفوس اجيالنا بديلا عن الإحباط والقلق والسلبية .
الخبير التربوي الدكتور رياض الشديفات / 9/9/ 2016م
وقد هالني جدا ولفتت انتباهي بصورة متكررة أن بعض الطلبة وخاصة الكبار منهم قد جاءوا إلى المدارس بنفسية المكره بعد عطلة امتدت إلى ثلاثة شهور تقريبا ، وكأن الدافعية لديهم تكاد تكون في ادنى درجاتها ، وقد كنت أطرح السؤال التالي : ايهما تفضلون العطلة أو الدوام ؟ المدرسة أم البقاء في البيت ؟ فالطالب الذي يأتي بدافعية منخفضة كيف يمكن له أن يتعلم جيدا ؟ وكيف يمكن له أن يفكر جيدا ؟ فالصحة النفسية من أهم عوامل النجاح والدراسة .
ولا ريب أن هذه ليست حالات فردية محدودة يمكن القفز عنها وتجاوزها من باب الفروق الفردية ، ولكنها قد تكون شبه ظاهرة يمكن ملاحظتها بسهولة ويسر ، وهي تدعو إلى القلق ودراسة الأسباب وتحليلها من قبل المختصين ، فهؤلاء الطلبة هم عدة الغد للوطن وهم عماد مستقبله ، وتركهم فريسة اليأس والإحباط أمر في غاية الخطورة .
ولدى سؤال بعض الطلبة عن ذلك كانت التبريرات غير مقنعة وهي غالبا ما تكون مرتبطة بالتربية المادية السائدة كقولهم : معيار الوجاهة في المجتمع مرتبط بالوضع المادي للشخص وليس للمؤهلات ، وبعضهم يجيب حملة المؤهلات العلمية لا يجدون عملا ، وبعض الإجابات مرتبطة بالبيئة المدرسية غير الجاذبة ، وعدم توفر الأنشطة المدرسية التي توفر للطلبة تفريغ طاقاتهم ، وعدم قناعة بعضهم بجدوى الدراسة في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة ،ومتغيرات المجتمع، وثقافة العولمة ، والانفتاح الثقافي والاجتماعي، وتأثير الإعلام الذي يعد من أكثر العوامل تأثيرا على سلوك الأفراد وتفكيرهم ونفسياتهم ولا سيما فئة الشباب ،فإلى أين نحن متجهون ؟ فبناء المعارف والمهارات والاتجاهات تتطلب التحرر من القلق والخوف وضعف الدافعية ، ولا يتم ذلك إلا من خلال وسط تربوي واجتماعي واعلامي يكون الحاضنة السلمية لجيل أرهقته الثقافة السلبية المثبطة ، فهل يمكن لنا أن نغرس الأمل والتفاؤل في نفوس اجيالنا بديلا عن الإحباط والقلق والسلبية .
الخبير التربوي الدكتور رياض الشديفات / 9/9/ 2016م
شاهد المزيد