أ.احمد المثاني يكتب: تسويق " الوهم" في السياسة
ثمة من يستغفلك ، و يبيع و يشتري بك !
البضاعة بيانات و تصريحات و خطب و تحليلات
و الأدوات منابر و صحف و فضائيات .. و ندوات ، و نشرات أخبار .. و جماهير مغيبة الوعي .. تصفق !
* في الاقتصاد ، ثمة من يسرف في الوعود ، و يمنيك بالسمن و العسل .. و يصور لك الدينار يلد مئات الدنانير .. و يستغفلك بالمشروعات الوهمية ، و أن تنام و تصحو لتجد نفسك من ورثة قارون .
الأدوات ، بورصات و شركات تنصب شراكها للمغفلين الحالمين .. و مجموعة نصابين بثياب رجال أعمال .. بدلات و نظارات سوداء .. و حقائب " سامسونايت" .. و أناقة بعطر رخيص !!
* في الطب و العلاج .. ثمة أطباء يتحسسون جيبك قبل نبضك ! و مستشفيات و مراكز علاج ، تستثمر في آلام الناس .. و تبيعهم خدمات فندقية ، على طريقة : الجمل بدينار و القط بالف دينار ..! حتى أنك تضطر أن تدفع ثمن زيارة الطبيب ، و ابتسامته .. و كذلك تدفع ثمن آلامك !
و ثمة أطباء جدد في عصر الفضائيات .. يبيعونك الهواء معلبا .. و مقروءا عليه أدعية و بركات من
من " الشيخ " فلان .. او علان . و الطب البديل يكفل لك علاج الأمراض التي أعجزت ابو قراط و كل من أقسم قسمه .. ! من أطباء العصر الحديث .
فعندهم " زوايا" او " خلوات" مظلمة يتصاعد منها
البخور و الدخان .. مختلطا بهمهمات .. حي .. حي ..
أدواتهم بعد عصر العولمة و التطور التقني .. فضائيات .. و مواقع الكترونية و أميلات ..
يعالجون السحر و الحسد و القرين و الوسواس و جلب الحبيب و تقريب البعيد .. و يرسلون لك ماء و زيتا .. معلبا .. المهم .. هناك من يشتري " الوهم "
أن نجد في مجتمعاتنا من يستغني عن إعمال فكره و عقله .. و بعضا منهم يحمل ألقابا علمية .. فهذه مصيبة ..!!
و المصيبة الأكبر أن نجد دولا بعينها .. تبيع .. و تشتري " الوهم "
لماذا .. لأنه تجارة رابحة ! و الحقيقة مرة ، و الوهم حلو المذاق .
- أحمد المثاني -