آخر الأخبار

الأحد، 11 ديسمبر 2016

د.رياض شديفات يكتب: سلوكنا اليومي على معيار المواطنة والانتماء

المواطنة والانتماء الوطني مطلب لكل مواطن شريف نظيف محب لوطنه ، ولا تنهض الأوطان والمجتمعات بغير المواطنة والانتماء
فالمعيار السليم للمواطنة ليس الادعاء ، وليست الأقوال التي تناقض الأقوال ، ولا الشعارات التي ترفع دون أن يكون لها رصيد على أرض الواقع من الممارسة والسلوك الإيجابي ، فالمواطنة سلوك صالح منتج ، وعمل وبناء ، وجهد وتضحية ، وتفان واخلاص ، وإتقان للعمل ، ومحافظة على المال العام والوقت والجهد الذي يعلي من قيمة الوطن والمواطن .
ولا تقاس المواطنة بمقدار ارتباطها بالمصالح الشخصية لفرد يربط مواطنته بمدى تحقق مصالحه الذاتية ، ومثل هذا السلوك سلوك انتهازي لا يدل على المواطنة ، فالوطن وطن في حالتي الرخاء والشدة ، والمواطنة مواطنة في حالتي الأخذ والعطاء ، ومعيارها الثبات على الموقف والمبدأ .
ومما يؤسف له أن سلوكنا اليومي لا يخلو من مواقف وممارسات لا تدل على المواطنة كعدم احترام الوقت والنظام ، وعدم المحافظة على النظافة في مكان العمل والمرافق العامة ، أو كمن يقف بسيارته في وسط الطريق ليعطل حركة المرور لمنفعة شخصية خاصة قد تمنع مرور سيارة إسعاف، أو نجدة أو دفاع مدني ، أو تجد شخصا ينتقد واقع المجتمع وهو من أسباب هذا الواقع ، أو كمن يكون لسانه مع الوطن وقلمه ويده على الوطن .
إن سلوكنا اليومي هو المعيار الحقيقي للمواطنة المطلوبة ، وإن الوثيقة التي تمنحها الدولة للإفراد ليست المعيار الذي يقاس به صدق المواطنة من عدمه ، فالمعيار مرتبط بالإنجازات والأعمال ، والتضحيات بعيدا عن الاستعراض الوهمي الذي يتم مشاهدته هنا وهناك ، فليس كل من ادعى المواطنة مواطن ، ولا كل من أدعى حب الوطن صادق في ذلك حتى يصدقه السلوك أو يكذبه .

الوطني الصادق الذي يحقق مصلحة الوطن ويحفظ هيبته ، وهما المعيار الحقيقي لمعرفة صدق الانتماء أو عدمه في زمن كثر فيه أدعياء الوطنية والمواطنة .
شاهد المزيد
التعليقات