آخر الأخبار

السبت، 24 ديسمبر 2016

د.رياض شديفات يكتب : الوطن فوق الجميع

حب الوطن عقيدة يدين بها الإنسان ، وهو فطرة يولد عليها البشر جميعاً ، والوطن جزء أصيل من كيان الفرد ووجوده ، ويحلو
والحديث عن الوطن ومنزلته في القلوب لا يعرفها إلا أصحاب القلوب الصافية ، فحين يسافر الإنسان يشعر بالشوق ، ويحس بمعنى الوطن ، ويتخيل جباله ، وسهوله ، وهضابه ، وحجره ، ،وشجره، وما أجمل وصف الشاعر حين اجتمعت عليه حرارة الشوق إلى وطنه ، وحرارة الشوق إلى أهله ، وحرارة الجو فقال :
حـــــرُ هـجــــــرٍ وحـــــــرُ وجـــدٍ وحــــــُر أي عــــــيش مـــــــــن ذا أمــــــــــــــــرُ
أما تجار الأوطان ،فلا يعرفون معنى الوطن ، فهم ينتقلون من بلد إلى بلد حسب مصالحهم ، ومما يؤسف له أن هؤلاء يدًعون حب الوطن ، وهم يطعنون الوطن في ظهره بتقديم مصالحهم على خدمته.
ومن أجمل ما تعلمه المناهج في الدول الحية حب الوطن ، فتجد الطفل يزهو حين يقف أمام علم بلاده ليصدح عاليا بصوته الندي، وكأنه يقول : أيها العالم من حقي أن أزهو بحب وطني ، ومن حقي أن أقف شامخاً أمام علم بلادي ، ومن حقي أن أنشد نشيد وطني ، وكل النظم التعليمية تدرس التربية الوطنية بطريقة التشرب والإرضاع لحب الوطن ، فيكبر هذا الحب مع الناشئة يوماً بيوم ، وشهراً بشهر ، وسنة بسنة ، ولا ينفك هذا الحب إلا مع ذهاب الروح .
ومن حقي بصفتي صاحب كلمة وقلم أن أقول : إن نجاح النظم التعليمية يقاس بمقدار قدرتها على تخريج أفراد منتمين معتزين بوطنهم قولاً وفعلاً، ومن حق الوطن على أبناءه أن يرى منهم مواطنة حقيقية تتجاوز الكلمات والشعارات إلى الممارسة والأفعال ، وكم يتألم الوطن حين يرى غيرة أهله عليه تضعف بفعل التربية المادية ، فترى الكفاءات والأيدي النظيفة تتركه فريسة لتجار الأوطان والمصالح .
وللوطنية الصادقة مظاهر عدة منها : نظافة اليد ، والرغبة الصادقة في نماء الوطن وازدهاره ، وعدم استغلاله لمصالح شخصية ، وحماية بيئته ونظافتها، والدفاع عنه بكل صور الدفاع ، وتسخير الإمكانيات لرفعة شأنه ، وعدم تركه فريسة بيد سماسرة الأوطان.

التغني بالوطن بكل مفرداته ، وبكل جمله ، وبكل حروفه ، والحديث عن حب الوطن فوق الحديث عن الأشخاص ، أو المصالح ، فالوطن فوق الجميع ، ولا يوجد أحد فوق الوطن ،فمصالح الوطن قبل مصالح الأشخاص ، أو الأحزاب ، أو إي فئة تحت أي مسمى ، ومن يقدم مصلحة شخص ، أو فئة ، أو جهة لا يدرك معنى الوطن الذي يتغني بها أصحاب الحس الراقي من الشعراء، والأدباء ، وأصحاب الأقلام المبدعة .
شاهد المزيد
التعليقات