
الوقوف بعرفات، ولكن المحب لا ينسى حبيبه حتى في تلك الأجواء الإيمانية، ولن يعدم وسيلة للتعبير عن حبه واهتمامه، (فيأمر النبي صلى الله عليه وسلم أم سلمة أن توافي صلاة الفجر في مكة).
مهلا ً ما الحب الذي تتحدث عنه!؟ إنه مجرد أمر بالصلاة في مكة!
إنه حب الموافاة والموافقة الوجدانية اللحظية، حب العناية والاهتمام، فكل حبيب سيكون في مكان غير مكان الآخر، فأم سلمة ستخرج مع النساء والضعفة لرمي جمرة العقبة في منى بعد منتصف الليل، والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي الفجر في المزدلفة ثم يتوجه لرمي الجمرة في منى، فالأجساد مفترقة ، والمكان غير المكان، فما عساه أن يجمع الحبيبان!؟
إنه الزمن الروحي ووقت الشعور، إنه فجر المحبين، وكأن هذا الفجر في هذا اليوم فجر خاص لا يملكه إلا المحبين، وكأن المحب صلى الله عليه وسلم يقول لمحبوبته أم سلمة هذا فجرك وحدك نتوافق عليه فأذكرك عنده، وكأني بأم سلمة وهي ترمق طلوع الفجر ورسول الله لا يفارق فكرها، فهذا فجرها الذي لا يشركه به إلا حبيبها.
أيها الفالانتايني تعلم الحب بكل تفاصيله الدقيقة، إنه حب المسؤولية، حب الاهتمام ، حب لا يذبل ولا يلون، حب الروح قبل الجسد، حب يستغرق الزمن، من طلوع الفجر إلى الأبد.
وكتبه
علي عجين
14/2/2017
شاهد المزيد