(في رثاء أبي أنس ( .. يا أيها الجبلُ الأشم )
يا من خلطت حقيقتي بخيالي
وأصبت مني مقتلاً يا " غالي "
وتركت في الأحشاء جُرحاً غائراً
لمّا أتانا النعي كالزلزال
يا صاح أوجعت القلوب تلعثمت
كلماتها في سؤلها وسؤال
أترجّل الحُرُّ الكريمُ وخيلُهُ
لمّا تزل في صولةٍ وصيال؟!
يا أيها الجبلُ الأشمُّ وزانهُ
خلقٌ رفيعٌ يكتسي بجمال
وعلى المُحيّا بسمةٌ وضّاءةٌ
تسري تبثُ الرّوح في الأوصال
في دوحة القرآن عشت مُعلّماً
ومُربّياً للنشئ والأجيال
مُتنسّماً نفحاته مُتأمّلاً
ما فيه من هديٍ ومن أمثال
وحملت راية دعوةٍ أمسكتها
بيمين حُرٍ ما ارتضى بشمال
وعشقتها حتى حظيت بوصلها
فوصالُها الميمونُ خيرُ وصال
بادلتها حُبّاً بحُبٍ فالتقت
في ساحها الآلامُ بالآمال
فوق الأكُفّ الطاهرات حملتها
تدعو لها بالقول والأفعال
واليوم تحملك الأكُفُّ تزفّكم
لله يا بطلاً من الأبطال
غنّيت للوطن الحبيب عشقته
ورأيته بدر السماء العالي
وختامُ مسكٍ عُمرةٌ أنهيتها
بالذّكر بالتهليل في الآصال
وزيارةٍ للساكنين بطيبةٍ
لمحمدٍ لتنال خير نوال
وخلعت إحرام الطواف لترتدي
حُللاً من التكريم والإفضال
عن دارنا إن ما رحلت مُودّعاً
للأهل والأعمام والأخوال
فاهنأ بدارٍ في الجنان مُجاوراً
لمحمدٍ ولصحبه والآل
دع عنك دنيا الناس وافرح بالتي
فيها الرّضا وبها صلاحُ البال
فقد استرحت من العناء ورؤيةٍ
لمنافقٍ مُتملّقٍ دجّال
ربّاهُ جاءك راتبٌ ومحمدٌ
قطعا فجاج الأرض بالأميال
فاقبلهما بجميل عفوٍ راحماً
إيّاهما يا واسع الإفضال
........................................................................
أخوك الذي لن ينساك ... د محمد علي نزال الخوالدة
شاهد المزيد